آخر المواضيع...Les Derniers Articles

19‏/5‏/2010

ذاكرة العائلة Mémoire de la Famille





1. " الحاج بالڨاسم "
 ( دعوة وراءها أم)

الحاج بالڨاسم ،  أحد الإخوة الثلاثة(بوڦرة  و السعيد)  وأكبرهم  ، المتفرع منهم "آل بلقسام" . هو  أول من أدى فريضة الحج والسبب دعوة أمه...
 كما هو معروف و مذكور ، كانت في ذالك الوقت  القبائل تغزو بعضها البعض والقبيلة التي ترى نفسها أقوى  "تتجبر" على قبيلة أخرى وتفرض عليها شروطا قاسية من بين هذه الشروط دفع "غرامات"، وهي عبارة عن كميات من المزروعات قمحا أو شعيرا و ما شابه ذالك أو مواشي و غير ذالك....تقدر تلك الغرامة  عن عدد أنفس تلك القبيلة المنهزمة ، صغيرا و كبيرا ، أنثى أو ذكر .
 قيمة تلك "الغرامة" تحددها القبيلة المنتصرة وتقبل بها مكرهة القبيلة المنهزمة حتى تجمع عدتها و قوتها مرة أخرى للانتقام من  تلك القبيلة .  و إذا انتصرت ستفرض  عليها شروط أقسى و أمر ،  أما إذا انهزمت فستدفع الثمن أغلى من السابق ...
في إحدى المرات هاجمت إحدى القبائل المناوئة  قبيلة "آل بلقسام" ولم تكن  هذه الأخيرة بالقوة أو  مستعدة لتلك المواجهة  .   لذالك  اضطر أفراد هذه العائلة وجميع من في تلك القبيلة الهروب لكي لا  تقع في بطش المعتدين و الجميع هائمين على وجوههم بمواشيهم وما أمكن حمله...
وصادف ذالك الوقت مجاعة و "قلة الشيء" حتى أن يحكى كان  لكل فرد حصة محددة يوميا من الغذاء لا تتجاوز في أحسن الأحوال ،  بضع "حبات" من التمر أو التين  ..
في الطريق أم الأطفال الثلاثة ( بلڤاسم ، بوڦرة و السعيد) تعبت من شدة الإرهاق و الجوع و العطش وهي حاملة  طفليها الصغار بوڦرة والسعيد الذي كان مازال رضيعا ،   و لم تتمكن من مواصلة الهروب   و كان لابد عليها  التخلص من أحدهما ( بوڦرة أو السعيد) ،  وبعد تفكير قررت أن يكون  السعيد هو الضحية ، لأنه الأصغر لا يدري شيئا  ولا يسبب إزعاج  من بكاء أو غير ذالك ... وهكذا كان الحال وضعته تحت ظل إحدى الشجيرات على جانب الطريق  وواصلت هروبها مع الآخرين من القبيلة.
لكن بلڨاسم ، الأخ الأكبر كان متخلفا عن  تلك الحشود الهاربة و لاحظ عند وصوله ذالك المكان رضيعا موضوعا بجانب  قارعة الطريق  و عند  الاقتراب منه عرفه أنه شقيقه  الأصغر السعيد ،  حاملا إياه و عند وصوله سلمه لأمه  و من  شدة فرحها ، داعية أن يريه الله  قبر الرسول ،  صلى الله عليه و سلم ، كما أراها وجه ابنها "السعيد".  
وهكذا كان الحال "دعوة ورائها أم " فقد أدى بالڤاسم  فريضة الحج مشيا على الأقدام ، وهو أول فرد المنحدر  منه  لقب "بلقسام"   يؤدي فريضة الحج و يزور قبر الرسول صلى  الله عليه و سلم. ويتذكر والدي أنه شرب من ماء "زمزم " الذي أحضره معه  والد جده "الحاج بلڤاسم" .
كما أن "الحاج بالڨاسم" كان  طبيبا  مشهورا   في الطب البديل كان يداوي كل الأمراض حتى الأمراض "الخبيثة" أو بمسمى الآن الأمراض السرطانية .وقد تركها لابنه محمد بن بالڤاسم ( جد والدي) .
ويتذكر والدي  جيدا  أن جده ( محمد ابن الحاج بالڨاسم)  كان يتغيب عن المنزل بالشهور ، من شدة الطلب عليه متنقلا من مكان  إلى  مكان ، وما ينتهي من مريض حتى يطلبوه في قرية أخرى لمريض أو أكثر  ،  قاطعا مسافات طويلة و لا يتلقى أي أجر ، يعني بالمجان وبدون أي مقابل ( نفس ما يفعلوه أطباء بلا حدود في الوقت الراهن)  ، ويحكي والدي أنه يتذكر أنه أشفى يوما شخصا كان ميؤسا منه ، مصاب بمرض خبيث (السرطان)  ...           ( يتبع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للاتصالContact

hamoudh@gmail.com